المهندس أسعد ماوردي- اللاذقية - دراسات
الأخطار الهندسية التي تتهدد سد النهضة
بدأت الحبشة في بناء سد النهضة على النيل الأزرق عام 2011 الذي يبعد (30) كم عن الحدود السودانية والآن أنهت أكثر من (95)% من مجمل أعماله وبدأت حالياً بالتعبئة السريعة والخامسة لبحيرة السد والتي تكتمل في نهاية شهر أيلول 2024 لتخزن (74) مليار متر مكعب من المياه بشكل دائم في بحيرة اصطناعية طولها(150) كم وعرضها الوسطي(8)كم.
حيث يبلغ طول السد (1.8) كم وارتفاعه (145)م والنيل الأزرق ينبع من بحيرة تانا الطبيعية والدائمة في هضبة الحبشة وحجم تخزينها(32) مليار متر مكعب.
وأثيوبيا من أكثر دول العالم هطولاً للأمطار فيها حيث يهطل (943) مليار متر مكعب سنوياً فهي ليست بحاجة لمشاريع ري وبني السد بغرض توليد الكهرباء فهي أيضاً من أكثر دول العالم في الفيضانات وانجراف التربة وانهيار وانزلاق المنحدرات وكذلك يشطرها إلى قسمين الصدع الزلزالي الأفريقي العظيم (Great.African.Rift) وبالتالي فهي نشيطة تكتونياً وزلزالياً وهذا الواقع المائي الجديد المصطنع.
بالإضافة إلى الواقع الطبيعي يحفز على نشوء الزلازل القوية. وإن هذه التعبئة السريعة للبحيرة دون تحليل البيانات والاختبارات اللازمة في موقع السد ينذر بحدوث هبوط تفاضلي بين طرفي جسم السدو هذا يخلق خللاً في التحكم بكميات المياه المتسربة أسفل السد وعلى كتفيه وفق شبكات التسرب ويزيد الطين بلة هو أن السد صمم بعامل أمان أقل من (1.5) وهذا غير كافٍ لمثل هذه المنشأة المائية الضخمة لكونه يعتمد على التخزين المستمر الدائم والحفاظ على حجم البحيرة على مدار العام (Over.Year.Storage) بغرض توليد الكهرباء.
وفي حال حدوث زلزال ستزداد الجهود الستاتيكية والديناميكية على المستويين الشاقولي والأفقي .ومن خلال خبرتي كمدير مشروع سد كودنة بالقنيطرة عام(1993) (في مؤسسة الإسكان العسكرية)وإعداد تقرير جيوتكنيكي متكامل عن سد سحم الجولان في درعا بعد جفاف بحيرته في شهر تشرين الثاني عام(1999) (في مؤسسة الإسكان العسكرية) فإن سد النهضة هل سيبدي المرونة الكافية (Versatility) وهل سيتحمل الغمر الكلي (Over.Topping) لأن المفيض سيكون عاجزاً عن تصريف الفائض وفق ما تقدم، وكذلك عند حدوث الفيضانات الهائلة كما حدث منذ أيام في مناطق متفرقة من أثيوبيا.
وكذلك كميات الطمي وتربة الانهيارات المنجرفة والنيل الأزرق محصور بين بحيرة تانا الطبيعية (32) مليار متر مكعب مياه وبحيرة سد النهضة الاصطناعية (74) مليار متر مكعب، بالإضافة إلى الهطول المطري الغزير كما ذكر سابقاً ، وهذه تحفز على حدوث الزلازل وفي حال حصول الزلزال أيضاً ،وتشكل الأمواج الزلزالية التي شرحتها في مقال سابق، وكذلك أمواج مياه البحيرة سيخلق واقعاً جديداً له تأثير كبير على الظروف والتشكيلات الهيدرولوجية والهيدروليكية والجيومورفولوجية والجيولوجية التكتونية والجيوتكنيكية وميكانيك تربة الحوض كاملاً ويزيد الخطورة أيضاً وجود الصدع الزلزالي الأفريقي العظيم في أثيوبيا.
وبالتالي استناداً إلى ما سبق ذكره سيكون هناك أخطار كبيرة تتهدد سد النهضة وأهمها:
1-الإنزلاق (Sliding)
2-الإنقلاب(Upsetting)
3-التصدع(Rupturing)
4-عدم تحمل الغمر الكلي(Overtopping)
5-قوة رفع المياه نتيجة دافعة أرخميدس وحمولتها نتيجة التسرب الكبير من أسفل السد وكتفيه خلافأً لما هو مصمم (Uplift.Load) عند حدوث هبوط تفاضلي أثناء الزلزال أو أمواج الفيضانات والضاغط المائي منفردة أو مجتمعة .
6-حدوث ظاهرة الطنين أو الرنين والتجاوب بالأدوار بسبب الزلزال(Resonance)
لم تنسق أثيوبيا مع مصر أو السودان بسبب تنسيقها مع (الغ.رب.الأم.ريكي.الص.هيوني) وبأموال عربية(4) مليار دولار وذلك للضغط على مصر وتبقي رقبتها رهينة ذلك .
وللعلم تم اغتيال المورد الأساسي والرئيسي للإسمنت اللازم لمشروع سد النهضة (ديب كمارا) واثنين من مساعديه في آيار2018 بالعاصمة أديس أبابا، وكذلك محاولة اغتيال رئيس وزراء أثيوبيا (آبي.أحمد) بالعاصمة أديس أبابا في 23حزيران 2018 ، وكذلك اغتيال مدير مشروع سد النهضة بالعاصمة أديس أبابا أيضاً المهندس(سيمينجيو.بيجلي) بتاريخ26تموز 2018.
واتُهمت مصر بذلك زوراً وبهتاناً لأنها الطرف الأكبر المتضرر من السد من كمية الوارد المائي وخطورة السد مما دفع أثيوبيا للتعاون مع الكيان ( الص.هيو.ني) ووضع بطاريات دفاع جوي متطورة متنقلة بالقرب من السد لحمايته من قصف مصري محتمل، وهذا زاد من التدخل الص.هيو.ني في أثيوبيا وأفريقيا والاقتراب من القرن الإفريقي وتعزيز التواجد هناك والضغط على مصر من حيث حصة المياه، ولاجبارها كي تتعاون مع الكيان (الص.هيو.ني ) وإعطائه حصة من مياه النيل مستقبلاً.
الموضوع يتعلق أيضاً بضغط الدول الأخرى على مصر والسودان والتي ينبع من أراضيها ويمر النيل الأبيض وروافده بأراضيها، أو إغراق مصر والسودان بالفيضانات وانهيار السدود، وهذا يشبه الضغط التركي على سورية والعراق بمياه الفرات ودجلة ولنفس الأهداف وبنفس الطريقة.
.