(تقـــــرير) : عن تجارة الحديد ومواد البناء ... كيف يتم التلاعب والغش؟ وماعلاقة المختبر المركزي بذلك؟

اليمن ... يمارس تجار الحديد طرق مختلفه للغش ابتداء من استيراد الحديد ووصولا إلى بيعه في السوق اليمنية، حيث ان ما يتم استيراده في الغالب عباره عن حديد معاد تصنيعه (مكرر) ويتم ذلك بناء علي طلب المستورد أي بمعنى انه هذا النوع من الحديد غير مطابقا للمواصفات، وذلك ناتج المنافذ المفتوحة وغياب الرقابة.

كيفية الغش في بيع الحديد

يؤكد مختصون تفشي ظاهرة الغش في بيع الحديد بطرق متنوعه منها استيراد حديد شبه تالف تعرض للتخزين فترة طويلة وظهرت عليه علامات الصدأ، لكنه يتم رشه بمواد خارجية على انه حديد جديد ويتم بيعه في السوق المحلية.

ولم يكتف مستوردي الحديد بهذا النوع من الغش فحسب، بل يلجأ البعض إلى سحب سيخ او اكثر  من كل طن من حديد التسليح .. قبل بيعه للمواطن خصوصا اذا كانت الكم الكمية كبيرة،  فلا يمكن للمواطن عد الأسياخ والتأكد منها بعد شرائها وتكويمها فوق بعضها في الموقع.

الى جانب ما تمارسه بعض الشركات من اجراءات واشتراطات عند البيع كهروب من المسؤولية، حيث انه في حال تم اكتشاف ذلك فلا يمكن إسترجاع الحديد  بسبب القبول بالكمية في البداية، وهذه احد الطرق التي يمارسها تجار الحديد في الغش.

التلاعب باسعار الحديد

بالرغم من انه يتم استيراد الحديد منذو عشرات السنوات ومن قبل العديد من المستوردين، إلا ان الغالبية العظمى من المواطنين لا يملكون أي ثقافه عن الحديد وانواعه ودواعي استخدامه ومستوى الجودة من عدمها، وكذلك عدد الاقطار وكمية الاسياخ للطن الواحد.

ونتيجة لعدم الوعي وغياب الرقابة على مستوردي الحديد وعدم الزامهم بنشر ثقافة استخدام الحديد ومعرفة الكميات واشهارها سمح لتجار الحديد ممارسة الغش والتلاعب وبشكل مفرط.

رغم ما يتم شراؤه من الحديد ومن بلد المنشأ هو (طن) محدد بعدد الاسياخ والاقطار وغير ذلك، لكن  مستوردي الحديد في اليمن يلجأون الى ابتكار اساليب وطرق جديدة على مسميات الطن الحديدي  منها ما يسمى بالطن الصنعاني والحديدي والتعزي وكل طن يختلف عن الاخر من حيث عدد الاسياخ وهي طريقة للغش لا توجد الا في اليمن.

استغلال غير مشروع ؟

أثناء حدوث الزلزال في تركيا وسوريا برزت للتو ظاهرة الترويج للحديد تحت مسميات ومواصفات جديدة، رغم ان جميع تجار الحديد يستوردون نفس الخامه والمواصفات، لكن الهدف من ذلك هو محاولة مستوردي الحديد استغلال حادثة الزلزال، مما تسبب في حدوث حالة من الهلع وادى ذلك إلى ارتفاع الطلب على الحديد، وتمكنت بذلك الشركات من  رفع اسعار الحديد والتي تختلف من شركة لأخرى، في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات الحكومية المختصة والمعنية بتوحيد القائمة السعرية وضبط المخالفين والمتلاعبين.

علاقة المختبر المركزي بالغش؟

يعتبر المختبر المركزي التابع لوزارة الاشغال العامة والطرق هو احد المختبرات المهمة الذي يفترض ان يكون الجهة الوحيدة في فحص منتجات الحديد ومواد البناء، لما يمتلكه من اجهزة وكوادر مؤهلة.

 لكنه اصبح اليوم شريكا في عملية الغش بسبب ان الجهة المسؤوله عليه سمحت بوجود عددا من المختبرات الغير مؤهلة  القيام بفحص مواد البناء، مما اتاح للكثير من المستوردين الحصول على تراخيص وشهادات الجودة من معامل في الجامعات ومعامل لجهات اخرى، وذلك من اجل بيع منتجاتهم واقناع المستهلك بجودتها استتادا لتلك الشهادات المدفوعه القيمة.

علما بأنه من الواجب والمسؤوليه عدم السماح لاي جهة انشاء اي مختبر مالم يكن يمتلك اجهزه وكوادر مؤهله ومصرح له من قبل وزارة الاشغال العامة والطرق او اي جهة ذات علاقة، وذلك منعا للغش في مواد البناء، وهو ما التزمت به بعض الشركات لتحتل بذلك ثقة الجميع.

علما بأن هناك ممن يشترون كميات من الحديد تالفه ومتأكله من الذحل من دول الجوار ومن ثم يتم طلاءها علي كونها حديد جديد وبالتالي يتم بيعها في السوق المحلي.

(توعية) كيفية شراء الحديد؟

يجب قبل عملية الشراء تجهيز قطع من الخشب في الموقع مرتفعة عن الأرض ووضع الحديد فوقها بشكل واضح،  لتسهيل عملية عد أسياخ الحديد،  والتأكد منها حسب القطر قبل مغادرة السيارة الناقلة ليكون شاهدا على الإستلام.

كما يجب علي المواطن أن يشتري الحديد من مستوردين حاصلين علي تواخيص وشهادات مختبرية رسمية صادرة من المختبر المركزي التابع لوزارة الاشغال يعرف.

كما ان على المستهلك ان يكون علي اطلاع بمواصفات الحديد ومواد البناء وان يحفظ قطر الحديد وطوله وعدده في الطن الواحد وهو على النحو التالي :

-  حديد 8   طول  السيخ 12متر   العدد الكلي في الطن هو 210 سيخ.

-  حديد 10 طول السيخ  12متر  العدد الكلي في  الطن  هو 135 سيخ.

-  حديد 12 طول السيخ  12متر العدد الكلي  في الطن هو  93 سيخ.

-  حديد 14  طول السيخ  12متر العدد الكلي في الطن هو  66 سيخ.

-  حديد 16 طول السيخ 12متر العدد الكلي  في الطن هو  52 سيخ ـ حديد 20 طول السيخ 12متر  العدد الكلي  في الطن هو 33 سيخ.

لذلك ينصح مختصون انه يفضل  الشراء بالبندل،  حيث كل بندل يساوي 2 طن حسب ما تم استيراده قبل ان يتدخل التجار بسحب عدد من الاسياخ.